قبل أن نبدأ هذا المقال، أريد منك الاعتراف أن علاقتك مع والديك ليست جيدة. أنت لم تفتح الرابط إلا لترى حلًا جذريًّا لمشاكلك معهمh، لكن بداخلك جزء يؤمن أن العلاقة ما زالت جيدة. أريد منك قتل هذا الجزء بدمٍ بارد، ولنحاول سويًّا حل المشاكل. تذكر أن أول خطوة لعلاج أي مرض، هي الإيمان بوجوده.
والآن، كيف تحسن علاقتك مع والديك؟
جسور التواصل هي المفتاح
إن جسر التواصل هو الأرض المشتركة بين الطرفين. في الغالب ما يكون الأهل أكبر من الأبناء بحوالي ٣٠ عامًا؛ هذا فارق كبير فعلًا. يتمثل الفارق في اختلاف الاهتمامات وطريقة التفكير. فإذا أردت منهم أن يفهموا أن العمل الحرّ عمل حقيقي مثلًا، ببساطة لن يفهموا، لأنه على زمنهم لم يكن العمل الحقيقي إلا العمل الحكومي.
فماذا تفعل لتقنعهم؟
يجب أن تجد الأرض المشتركة. الجميع يؤمنون بالمال، أليس كذلك؟
بالنسبة إلى أهلك، المال الكثير هو ضمان المستقبل؛ فكل ما عليك فعله هو إقناعهم أن عملك الحر مستقبله سيوصلك إلى المال الشهري الكثير، مما يعوض كونه عملًا غير حكوميّ وغير آمن بالنسبة لهم. احرص على إبراز اتفاقك مع أهلك على أمرٍ ما قبل أن تحاول إقناعهم بأمرٍ آخر، هذا يجعلهم يرخون دفاعاتهم مؤقتًا؛ معرضًا إياهم للمنطق أخيرًا!
شاركهم الاهتمامات
أتتذكر محاولة إيجاد الأرض المشتركة التي تحدثنا عنها منذ قليل؟
هذه المرة لا أريد لتلك الأرض أن تكون مؤقتة، أريد لها أن تكون دائمة!
لمحاولة تحسين العلاقة على المدى الطويل (لا بهدف الإقناع بأمرٍ معين فقط) أريدك أن تجد الأرض المشتركة المتأصلة في نسيج حياة كل منكما. فمثلًا إذا كان الأب يحب مسلسلًا ما، وأنت أيضًا تحبه، احرص على أن يكون هذا المسلسل هو افتتاحية أغلب النقاشات أو الجلسات الحميمية بين الحين والآخر.
ونفس الأمر ينطبق على كافة الاهتمامات الأخرى في الحياة، سواء كانت رياضية، فنية، سياسية، إلى آخره.
التأكيد على أهمية الأهل في حياتك
أنت تريد تحسين علاقتك بأهلك لأنك تؤمن بدورهم في حياتك، حتى وإن كنت تراه في السابق دورًا سلبيًّا.
يجب أن تشعر أنك تسعى لتحسين العلاقة فعلًا، والتحسين لأ يأتي بالهدايا يا عزيزي، بل بالكلمات. قال الحكماء قديمًا: تحدث حتى أراك. فمن المستحيل أن يشعر أهلك بمشاعرك الإيجابية دون أن تعبر عنها. فقط اجتمع بأهلك في مكانٍ ما (في الغالب صالة المنزل) وقل لهم مباشرة إنك تهتم لأمرهم، وتريد أن تكون علاقتك جيدة معهم على المدى الطويل.
شاركهم الأنشطة
الاهتمام المتبادل لا يجب أن يكون للاهتمامات الحياتية في التلفاز والرياضة فقط، بل أيضًا في المهام الروتينية اليومية.
هل تريد إشعار أهلك باهتمامك فعلًا؟ شاركهم المهام التقليدية مثل غسل الملابس وكيّها، إعداد الطعام، تنظيف الطاولات، تعطير الأجواء، إلى آخره.