من المعروف أن فيروس كورونا كان الصيحة الرائجة للهلع في العالم كله بداية من عام ٢٠٢٠ وحتى هذه اللحظة، وهذا بسبب ظهور متحورات جديدة باستمرار بعد وصول العلم إلى لقاح الفيروس الأصلي، حتى وصلنا إلى متحور أوميكرون هذه الأيام. وبما أنني مصاب بكورونا هذه الأيام ومسحتي أتت إيجابية، كان يجب أن أسرد تجربتي بشكلٍ ما.
لكن نظرًا لخوفي من الوقوع في فخّ “الذاتية وكأنني أكتب مذكرات”، سأقوم بسرد مجموعة من الخدع النفسية التي أبقتني على قيد الحياة (عقليًّا) بالفترة الأخيرة، خصوصًا أثناء تناول أطنان من الأدوية التي تهد أفيالًا فوق أفيال…
المسجون يخرج في نهاية المطاف
خلال الأيام الماضية اعتبرت نفسي مسجونًا، وأن المساجين يأتي عليهم يوم ويخرجون من السجن، حتى المحكوم عليهم بالمؤبد يخرجون بعد أعوام حسب حسن السير والسلوك. هذا الإيهام النفسي جعلني أدرك أن المرض الذي أنا فيه سيأتي عليه وقت وينتهي، لأعود لحياتي الطبيعية من جديد.
الأطباء يعلمون ما يفعلونه جيدًا
الثقة في العلم هي التي شجعتني على الاستمرار في أخذ الأدوية، بالرغم من الأعراض الجانبية المدمرة التي أصابتني بها (في الغالب أقوى عرض جانبي كان النوم مع الضعف الجسدي العام). وبالفعل، بعد مرور أيام تحسنت حالتي بشدة وهذه الأيام أنا أعيش اللحظات الأخيرة مع فيروس كورونا الذي لا أريده في حياتي مرة أخرى صراحة…
سأكافئ نفسي ببطة!
بالرغم من كوميدية الجملة، إلا أنها حقيقة. مريض كورونا يفقد حاستيّ الشم والتذوق، وبالتالي فإن أكبر تشجيع لاجتياز الأزمة هو تقديم أفضل أكلة يمكن أن يأكلها المريض في حياته كلها. وبالنسبة لي، أهوى بشدة أكل البطّ البلدي (هكذا نقول عنه في مصر). انتظار مكافأة ما في نهاية المطاف أعطاني الدفعة للاستمرار في أخذ الأدوية.
أنا مطعم، لا يجب أن أقلق!
بالرغم من كلام الناس على تويتر باستمرار أن أعراض الفيروس مدمرة تمامًا وقادرة على إنهاء الحياة في لحظة؛ أتوقف لحظة وأتدارك أنني مطعم (وفي الغالب أنت كذلك)، وهذا التطعيم قادر على مكافحة الفيروس بقوة مهما كانت الحالة سيئة، وفي نهاية المطاف لن أجد نفسي إلا مع أعراض البرد العادي.
وبالفعل هذا ما حدث، أخذي للتطعيم كوَّن الأجسام المضادة المناسبة للفيروس، وبالتبعية عندما أتى (خصوصًا أن ما لديّ متحور عن الفيروس) استطاع جهازي المناعي التعامل معه بأريحية.
سأقوم بعمل أوردر جديد
لا أحد لا يحب التسوق، جميعنا نهوى بشدة الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر واختيار المنتجات التي نود أن نحتفظ بها حتى وإن لم نستخدمها على الإطلاق.
خلال الأيام الماضية حاولت إقناع نفسي أنني سأقوم بجولة تسوق عملاقة فيها ملابس وإكسسوارات وكتب وأجهزة إلكترونية جديدة في محاولة لجلب هدايا “تعافي” لنفسي بعد التغلب على الفيروس بنجاح، ويبدو أنني سأقوم بجولة التسوق أقرب مما توقعت!